Welcome to our website !


( 4 )




.
.







كُنتَ كـ من يبتلعُ سُماً , 
رُغماً عن أنفٍ يملكُه , يُمرغُ فمه بالكثير مِن السُموم
بالثانية , ستُونَ مرة 
و بالدقيقة , تسعُونَ ألف مرة !


كُنت أجلُس بِقُربَ أُخت سآدسة لي , لم تكُن شقيقتي يُوماً
لكِنها كانت من أشقاء رُوحي , شقيقة أمسكت بيدي حينما تخليتُ أنا عنها !


سعُود .. سعيدَ .. سعدَ
أو .. أياً كان !
بُت أكره إسمك .. أكرههُ إلى حد المُوتَ
و أكره كُل نبراتَ تؤدي إلية 

و .. أنا أسفه على كذبة بيضاء تفوهت بِها للتو
أسفـه جداً !


لم يتبقى إلا القليل .. 
و .. أبلغ السآبعة عشر مِن عُمري !

تسعة أيآم فقط .. 
لقد مرتَ سنـه .. أُتصدق ؟ 
لقد مرتَ سنة .. و إقترب مُوعد أحتفآلكُم بـ يُوم زوآجُكمَ
أما أنا .. فـ سأحتفل يُومها .. بـ دُموعي !


كُنت أبحث عن الدمُوع .. أبحث عنَ سيلآن ما فيَ
لكن .. الآن .. بتُ كـ إسفنجة دآكنة .. تمتص الحزن .. لـ تُخرجة على هيئآت قطرات صغيرة
لن تتلآشى .. بل ستبقى لـ سآعآت طوآل .. سآعآت قآتلة !



أتذكر أول رسآئلي .. و أول ذنوبي القآتلة 
كُنت .. غبية 
غبية جداً 
و سأكتفى بذلك القدر من الغباء 
مُنذ يُومنا هذا .. مُنذ أن أخلع ردآء الـ سآدسة عشرَ
أُقسم لك قآتلي .. إني لن ألتفت يُوما .. لك

أٌقســـم ,







-




النهـــآية !


مُجرد قصة قصيرة ,

مِن أجلك 


{ 3 } 



.
.




قَطراتُ ندى , نسماتَ طُفولية , و فرحة جديدة
تمتَ العملية المُسماه بـِ " قيصرية " لـ أُختي التي أنجبتَ إبنها الثاني 
بعد مُوتَ بِكرها على سرير المُهادَ 

كانَ فآتنَ , كـ فاتنة الراحل 
يُذكرني دائما بذكراكَ .. أتُصدق ؟ 

لم يكُن يُشبهُك بـل كان أبيض البشرة بـ عكس سمار بشرتُك المائل للبيآضَ
خصلات شعره قصيرة جدا , بعكس خصلات شعرك الطويلة بسوداوية تفتنني دائماَ
كانَ صآفي القلب .. صآفي جداً .. بِعكس قلبك الأسودَ ََ!


أتلومني على ذلك الوصفَ ؟ 
رُغم علمي التامَ بإنك لم تُحبني قطَ
إلا إنني كُنت أعلمَ بأنك علمت بحُبي .. علمت جيداً
و تجاهلتَ ذلك تماما .. و كأنك لم تعلمَ !

كُنت طفلة يآ أنت 
أأستحقتَ كُل ذلك التصديَ ؟



تجلسُ أُختي على السرير مُنهكة بعدَ ثلاثة أيام مِن العملية التي كانتَ بمثابة خرق معدتها
بوقتَ كُنت أنا أستعدُ لـ خرق قلبي , بلا علمي , و بلا علم أي أحدَ

كانتَ تجلسُ زوجة أبي أمامي تُحادثَ أخي على الهاتفَ
بينما أنا كُنت أنظر لها بهدُوء , و معدتي تتقلب بطريقة مُريعة

كُنت طيلة اليُوم خائفة , و مُرتاعة
لم أعلم لما , لكن .. دمُوعي كانت تسيل على خداي في طريقي لـ المُستشفىَ لزيارة أُختي
كانت دُموعي مُريعة بالنسبة لي , لم أعهد عيناي سريعة الحساسية
كـ ذلك اليُوم , لم أعهدها هكذا مُطلقاً !



هتفتَ زوجة أبي بحده لأخي , من كان يُلاطفها بكلماتَ ضاحكة : شو اللحينه ؟ .. بتيي و لا أجوف لي طاكسي ؟





ضحكاتَ أخي و صلتني , لأرسُم إبتسامة مُحبة
سُرعان ما تلاشتَ بطريقة قاسية , 
ما الذي دهاني .. لماذا أشعرُ بـ كُرة طائرة قادمة ناحية قلبي 
ستُحطم القفص الذهبي المُحيط بِه 
لـ تُهمشة تهمشياً عنيفاً !



أغلقتَ زوجة أبي الهاتف بحده , لأتسائل : وينَ بتروحينَ ؟ 




هتفت مُنشغلة بـ " البرقع " المُحيط بوجهها : عرس سعُودَ ربيع أخوجَ , بتينَ طوفي عدالي البيتَ !






أتعلمونَ ما معنى حديدَ مُذابَ ؟ 
لـ يتخيل أحدُكم إنسكابه على القلب , لـ يُزيحه كُل الجلدَ حوله
و يتركُه هكذاَ , مُخلل بـ حروقَ مُفجعة 


حُرقتَ بذلك اليُوم , حُرقتَ بلسانَ " زوجة أبي " 
و بفعلتكَ أنت 
و مع تعاونَ أخي .. و جميع من هُم حولكَ !


نعمَ .. كُنت أنتَ
يآ .. من لم تأخُذ مِن أسمك شيئاً ماَ

كُنت سعُود .. بل كٌنتَ حُزنَ
ينتقل كـ ذئب حُولي مِن دُون معرفته لوجودي بالأصلً
و أنا كُنت فريسة .. أنتظر موتي بين مخالبكَ
لكِني مُتَ بعيدة عنك .. مُتَ بعيدة جداً .. !



تهيأ لي يُومها , إشتمامي لـ رائحةِ حرائِق أشجاري
و أُغتصبتَ أقداريَ
حُطمت أحلامي
دُهستَ ألحانَ حُبيَ
و هُمشتَ مشاعري كـ ما لم تكُنَ !!


أسمِعتَ بـ اللاحُب ؟
أتظَن إنهُ الكُره , أنتَ مُخطأ
أنَت من خلق فيني ذلك اللاحُب
خلقتهُ فيني 
بينَ راحتي يدآي
و خلف بؤبؤ عيناي

هُناكَ .. أتُصدق إنك هُناكَ ؟ 



{ 2 }




.

.





لطآلمآ إعتبرتُ نفسي مُختلفة جداً عن بقية فتياتَ آدم 
في كُل شيئاً إختلفتَ حتى في ألمي , ألمي عميييق و مؤذي
و ينتشرَ في الهوآءَ مثل الغُبارَ !

مثلَ كُل القِصص الحزينةَ , 
إبتدأتَ حكآيتي .. بـ " كانَ " 

كانَ أخٌ رُوحيَ لـ أخيَ , مَن خُنتهَ في الخفآءِ مِن دُونَ علمِهِ
رُبما تكُونَ تلك الأفعال عند فتياتَ جيليَ 
بسيطـة جداً , بسيطـة لحدُودَ القلة أدب بالنسبة ليَ
كُنتَ حقيرة بنظر نفسي , حقيرة جداً .


سعُودَ , 
شآب في نهاياتَ العشريناتَ
و أول خُطواتَ الثلاثيناتَ 

بينما بالضفة الأُخرى .. " أنا " 
كُنتَ في الرآبعة عشر مِن عُمري
و من يغوص في دلاهيز أفكاري , يُعطيني أقل بكثير مما ذكرتَ !


كُنتَ هكذا ,
قبل أن تُغرس أناملهُ في رأسي
لـ ينتزعَ أسلاكها بـ .. دُون معرفة !



إلتقتَ عيناي فـي عيناهَ 
لـ تُهيجَ قنابل في رأسي , لم أعرفها قطَ
و عندما تعرفتَ إليها
تمنيتَ حقاَ .. إنني مددت يدي لأصافحها مِن قبلَ
مددت نظري نحوك يآ قدري الزآئفَ



جميييل الحُب , و جميلة رائحتة إلى حد اللآجمال
كـ إنشودة صبآح تُحيي كُل ما يُعيش في القلب مِن تفآصيل

بُتَ لا أنامُ الليلَ
بل أستيقظَ كُل ثانية , لـ إستقبال فجراً جديدَ
يصيحُ بِهِ صُوتُك مُنادياً لـ أخي 

فـ أفزَ مِن أعماق سريري الأرضي , مُلبية لندآء رُوحيَ
أحياناَ يُناديني صوتٌ مِن داخلي ليُطالبني بالخروجَ إلييكَ .. لـ أقمعه بصرخة مكتومة
كُتمتَ مابينَ القفص الصدري , لـ يصغر أكثر فأكثر !



أنامَ سُويعاتٍ قليلة , لـ أستيقظ الأُخرى مشحونة بكمية فرح
أتزينَ كما لم أتزين مِن قبل 
ناسية ما يُسمى بالـ " المكياج " فـ لم أُفكر يُوما بوضعها على وجهي
بغير مُناسبة كبيرة , كـ الزوآج 

أقهقه طيلة يُومي بمزاجَ أفضل مِن مزاجَ طآئراً كناري أعلنَ زوجُهَ حُبه
لم تكُن تُحبني يآ أنت , و لم تُحبني قطَ
لم تكُن تنظر بإتجاهي .. مُطلقاً !



أناشيدَ غريبة تُرنرنَ حُول رأسيَ , 
أُغمض عيناي مُستمتعة لتلك الطلاسم المجنُونة
تعبثَ بـِ مشاعري كـ لوحه فنية
تتعامل معها بحرفنة مُريعة , 

مُريع أنت يآ إيها الحُب

تمد يداك ناحية القلب , لـ تقتلع أسكاله بـ لا رحمة تتقنها
فـ تلقيه في شوارع لم يعرفها قطَ 
وردية اللون , جميلة , فاتنة , و مُثيرة للناظرينَ
حينها فقطَ .. تكُون لذة الحُب الزائفة

زآئفة ,
زائفة جداً أنتَ يآَ دُنية الحُبَ !

بِتَ اليُومَ مُوجعة , حارقة !
و بين أرجاء شُوارعكَ إنسكبتَ دِماءُ أبرياءَ لم يفقهوكِ
هُنا جسدَ مُقعد , و هُناك جسد على شفير المُوتَ ,
و في جهه أُخرى .. أمواتَ فارقوا حياتِهُم بفضلكِ يآ قآتلة !

{ 1 }




.
.




إعتُدتَ أن أكُُونَ مصدر للجنُونَ , إعتدَت أن أكُونَ مصدرَ لبسمةَ إخوتيَ و ضحكاتَ والدتيَ
و إبتسامَة والدي الحنونةَ في كُل ليلة !

إلى أنَ قُدِر لي " المُوتَ "
قُدر لي المُوتَ بالحياةَ , و الرحيل إلى قبُور الدُنياَ
هُناكَ حيثُ لا يسكُنَ عدا مَن خذلته الحياةَ بقسوتها !


في ذلكَ النهار , و تحتَ شمس سطعَت لـ تعكُسكَ بعيناي كـ قطرة ندى مُختلفة !
لم أرى مثلها قطَ , كُنت أنت .. تلك القطرة الغريبة 
المٌتعجرفة .. و الحبيبة جداً .. إلى قلبي المفطور بِكَ اليُومَ


لم يكُنَ يُوما مِن إختصاصيَ
الحُب .. و قِصصه الكآذبة في نظري
كُنتَ مُضربة , مُضربه للأبدَ عنَ تلك الترآهاتَ
إلى أنَ لُحتَ أمامَ عينايَ كـ شُعاعَ حآفل بالنيرآنَ 
أشعلتَ أطرآفي .. و حرقتَ أجوافي 
بـ " لا رحمَه " لا يتقنُها سُواكَ !


لحظـة فقطَ .. لـ أعرِفكُم بمُحدثتكُمَ
يُسمونيَ " عنـودَ " 
بينما أنا كُتلة مِن الـ عُهودَ 

إرتبطَتَ بي تلك العهُودَ كـ حلزونة شقية أبتَ أن تبتعدَ مِن أطرافَ قيمصيَ 
و تسحبتَ للاُفق حتىَ دستَ أضافرهاَ بينَ شفتي و إستخرجَت لُب حياتيَ !


أُعتبر أخر عنقودَ عائلتناَ الطُويلة جداً بِنظريَ 
فلطالماَ تمنيتَ غُرفة تجمعُني بـ نفسي , و بقتَ تلك مُجرد أُمنية في جُوفيَ ,


في زمَن التسعيناتَ .. الزواجُ مِن هندياتَ الأصل .. كان مِثل شربة ماءَ
رُبما ذلك ما جعل والدي , يتـزوجَ مِن ثلآثة نساء هندياتَ على إبنة عمِه 

و رُبما .. ذلك ما جعلها تكرهه جداً .. اليُوم !

لم تكُن والدتي , فـ والدتي ضعيفة جداً .. بحيث لا تستطيع أن تكره كائناً ما 
كنت إبنة المرأة الأضعف , إبنة الزوجة الأخيرة 
الأمرأه .. التي إكتفتَ بـ الإبتسام .. في حين كانت تُلقنَ بسباب مُوجعَ
إكتفتَ بالهدوء .. في وقتَ تجرعتَ مرارة كُل أنواع العلاقمَ

فـ " زوجة أبي " نجحتَ في إبعادَ الزوجتانَ .. الثانية و الثالثة 
لِكنها لم تنجح مع والدتي 
فقدَ خُتمَت على حياة والدتي بالوفاة على أرض الحياة
حينما حملت أول مرة .. بـ أخي الأكبر !


صبرتَ أُمي , على كُل شئ 
حتى على كُره أطفالها , و على رأسُهُم أنا

أزعجني ضعفها المُوجع ذلك , و أوجعتني كلماتَ جميع مَن حولي لها
فـ قررت التمردَ ضدها إيظاَ 
لـ أصطف بِقُرب أخوتي الغير أشقاء مُعلنة العصيانَ !


أما الآن .. وقد بلغت عامي الـسآدس عشرَ
بُتَ على ماهية أُمي 
تلك التي وقفتَ في وجه الرياحَ صامتة
كم هي قوية والدتي .. قوية جداً ,


أحيانا كُنت أُفكر 
أأرتبطَ قدر والدتي الشقي بي ؟
أم إن كُل هذاَ عِقاب على عصياني لها بالطفُولة !


غآرقة أنا اليُوم .. غارقـة جداً
و للأسف .. أنتظر يدك تنتشلُنيِ !
موضوع فلسفة
موضوع خربشاتَ